قرر البوسنيون التخلص من الاحتلال الصربي لأراضيهم فأعلنوا دولتهم التي اعترف بها العالم ولكن الصرب أبوا إلا أن يخضعوها لحكمهم وبدؤوا عملية قمع عسكرية ميليشياوية دموية ضد أهل البوسنة والهرسك استمرت من عام 1992 إلى عام 1995

حاول البوسنيون الانتصار على الصرب والاحتفاظ ببلدهم ووفد إليها مقاتلون من كل مكان. جهاديون إسلاميون وغيرهم ولكن بدون فائدة فالعالم كله قعد متفرجا عليهم وكأنهم كانوا ينتظرون حتى يفنى مائة ألف رسميا والتقديرات غير الرسمية ثلاثمائة ألف من عدد السكان البالغ أربعة ملايين

عجز البوسنيون وكل من أتى لمساعدتهم من أحرار العالم عن دحر الصرب والانتصار عليهم.

بعد مجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها 7000 قتيل قررت الولايات المتحدة التحرك لكي تنهي هذه المأساة الدموية

الحمدلله كان لدى البوسنيين قائد استراتيجي تاريخي ذو عقل كبير ويمتلك حكمة وكان البوسنيون مجمعون عليه وواثقون من حكمته وحسن تقديره للأمور

عمل هذا الرجل المحترم على إخراج البوسنة من محنتها وإيقاف القتل واعتداء الصرب فقبل بالتدخل الدولي بعد أن أدرك أن قدرات قواته المحدودة لن تحقق له نصرا وبعد أن أدرك أن العالم اللئيم كله ينتظر حتى يفنى البوسنيون ليتدخلوا.

عرف تقدير قوته جيدا وعرف لؤم ونوايا القوى الدولية تجاه البوسنة فاتخذ القرار السليم

الوضع السوري شبيه جدا بالوضع البوسني إن لم يكن أسوأ بكثير. فعلى الأقل كان البوسنيون متحدون تحت قيادة مجمَع عليها من قبل قواتهم وكتائبهم أما في سوريا فالكتائب متشرذمة والثورة ليس لها قيادة

فهل يكون السوريون مثل هذا الرجل ويدركوا ظروف الوضع السوري جيدا ويتخذوا القرار السليم في الوقت المناسب؟

أم أنهم سيبقون يتمنون توحيد القوى العسكرية المتشرذمة وتحقيق نصر مستحيل بدون تدخل دولي؟

مجزرة كيماوي الغوطة يمكن أن تكون نقطة انعطاف في القضية السورية كمذبحة سربرنيتشا بالنسبة للبوسنة. فهل نستثمر هذا الانعطافة التاريخية لنقول لهذا النظام المجرم كفى لقد انتهت أيامك في سوريا